مدير الموقع
مدير الموقع
عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
 |  موضوع: فضاءات:في حوار مطول مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم نبولسي  الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 8:07 pm | |
|
فضاءات:في حوار مطول مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم نبولسي
فضاءات:في حوار مطول فضيلة الشيخ
السياسة الداخلية للمغرب لم تغلق على الناس باب سماع القرآن
تم اللقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم نبولسي رئيس مركز الدراسات والبحوث القرائية المتخصصة والمسند للقراءات العشر الصغرى والكبرى والإمام والمقرئ والخطيب بمسجد امة الله بحي المحاميد الذي شيدته صاحبة السمو الملكي لالة لطيفة والدة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.وتم التطرق إلى مجموعة من النقط التي تهم المشهد الديني بالمغرب
س1- مرحبا بكم و شكرا لتلبية الدعوة. ما هو تقييمكم لتواجدكم في هذا المسجد الكبير مع هذه الحشود الغفيرة التي تتبعكم من المصلين ؟
ج- تقييمي هو أن الناس لا يتبعونني و إنما يتبعون القرآن فهذه الرغبة ليست لشخصي و إنما هي رغبتهم في سماع القرآن الكريم، مرتلا على الوجه الصحيح بقراءاته المختلفة، وأدائه المتنوع، على أنماط الرعيل الأول من أهل العلم بالقرآن.
س.2 _بصفتكم دكتورا مرموقا في الساحة الدينية , الأستاذ الدكتور عبد الرحيم نبولسي ما هو تقييمكم للمشهد الديني بالمغرب ؟
ج- أقول: لا يصح الاستفهام إلا إذا صح الاستبهام, و هنا لم يصح الاستفهام لأن المغرب على الأصل في كونه دولة مسلمة و إقامة الشعائر الدينية أصل من أصول كينونته. و مثل هذه التساؤلات تصح حيث الأقليات المسلمة في أوروبا وغيرها من غير دول الإسلام .أما المغرب فهو دولة الإسلام و المسلمين دستوره الإسلام و يحكمه أمير المؤمنين, لا يحتاج لمثل هذه الأسئلة. فمن جاء على أصله فلا سؤال عنه.
س.3_ اسم نبولسي يثير الجدل خاصة أنكم عشتم بعض المضايقات من طرف بعض الجهات المسئولة هل يمكن للقارئ أن يتعرف على أسباب انسحابكم من مسجد الكتبيين السنة الفارطة أرجو توضيح ذلك ؟
ج- ما وقع كان بقدر الله وأقول: ما وقع يطوى و لا يروى, وأقول بصفة إجمالية عفا الله عما سلف .
س.4 _الآن أصبح عندنا زخم كبير من الناس اللذين يدعون الفتاوى و بصفتكم دكتور ا ما رأيكم في هذا الموضوع؟
ج—أنا من الذين يؤمنون بالتخصص , و الدولة خصصت حيزا لكل شأن من شؤون الدين ولا يجوز لأحد كان من كان أن يحشر أنفه في الفتوى ما لم يأذن له ولي الأمر . والفتوى لها ضوابط وشروط معروفة عند أهل العلم وانتهى الموضوع.
س-5 نقطة أخرى أفاضت الكأس و تناولتها الصحف المغربية بشكل مثير و هي قضية إغلاق دور القرآن في المغرب أريد أن أعرف موقعكم و رأيكم انطلاقا من مكانتكم العلمية و الدينية في البلد ؟
ج—أنا لم أكن موجودا في المغرب وقت الإغلاق ولا أعلم الظروف و الملابسات التي أدت إلى ما يسمى بالإغلاق , كنت مع ولدي عاصم رحمة الله عليه في المستشفيات خارج الوطن . و أنا أقول لك أخي الكريم دور المغاربة و دار كل مسلم أينما كان فهي دار قرآن, وإن كان الرأي في السياسة الداخلية أن تغلق مكانا ما لسبب أو لغير سبب يعرف فإن الأحكام قد تقبل و إن خفيت العلل كما هو مقرر عند أهل العلم . و أنا أقول: إن السياسة الداخلية للبلاد لم تغلق على الناس باب سماع القرآن بل قد أسهمت في تيسير سماعه للناس في المساجد , وهذه الأعداد و الآلاف من الذين يقصدون سماع القرآن من جميع أطراف المغرب دليل على هذا التيسير و دليل على هذا الإسهام و دليل على أن البلاد تساس بسياسة رشيدة حكيمة تعرف الأصلح و تسد باب النزاع . وإن القرآن سيقرأ في المغرب و يحفظ كما قرئ من قبل و لن ينقطع وهذا هو الأهم.
و قد اقترحتُ على الجهات المسئولة عن الشأن الديني أن يرجع تحفيظ القرآن للمساجد ليكتمل دور المسجد في تربية الناشئة على الحفظ و الصلاح و ذلك هو الأصل فيرتفع الإشكال و ينتفي الخلاف.
س-6ـ أنتم تعلمون جيدا حاليا أن هناك صحوة إسلامية على المستوى العربي و المغربي ما موقع الدكتور نبولسي في المشهد الإسلامي هل هناك إضافة جديدة ؟
ج— لا يمكن أن تضيف شيئا إلا دين الله.
س - 7ـ على مستوى الاجتهاد متى يجتهد العالم ؟
ج - متى اقتضى الحال إذا كان من أهل الاجتهاد , فما كل متكلم يظن الناس أنه مجتهد فالاجتهاد له شروط و ضوابط معروفة عند أهل العلم
فما كل من ظهر في الساحة الإعلامية يظن أنه من أهل العلم و الاجتهاد , فهناك فرق بين العرض و الوعظ و العلم والاجتهاد في العلم
و إذا كنت تلح على أن تعرف شيئا عن ما تسميه بالإضافة فإنه يجوز أن أقول إن المغرب الآن قد رجعت له الريادة في العلم بالقراءات رواية و دراية بأسانيدها المشروطة بالشروط المعتبرة لا الطرق المتخيلة التي لا يحصل بها علم , كذلك من جهة الطرق الأدائية وتحريرها كما هو معروف عند ّأهله و إصرارنا على القراءة في التراويح بالقراءات المتنوعة التي رويناها بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كاملة غير منقوصة ولا مدخولة و لا مزعومة من طريق سيدنا الشيخ أحمد الزيات رحمه الله و رضي عنه و سيدنا الشيخ عبد الغفار الدروبي الجد رضي الله عنه و رحمه و الشيخ بكري الطرابيشي و الشيخ البنا و الشيخ السنوسي و الشيخ المرصفي وغيره رحمة الله على الجميع ,و إسماع الناس لها في المشرق و المغرب و سائر بلاد الله و حث الناس على تعلمها عن طريق التلقين و وصل الأسانيد و التحبيب في ذلك,فان كان شيء من التجديد فإننا نرجو ان يكون هذا منه و نسأل الله تعالى ان يتقبله خالصا وان يميتنا على ذلك. و بهذا يكون المغرب قد رجعت له المشيخة كما كانت في عصور النهضة القرائية و كما يعرف من قرأ هذا العلم أو حاوله.
- س-8في الفترة الأخيرة تم إغلاق مجموعة من المساجد و الذي يشاع ان بعض العلماء كانوا سيخرجون فتوى يبعثون بها الى السيد وزير الشؤون الإسلامية ,نريد ان نعرف ما اذا كنت مع هؤلاء العلماء؟
ج- الجواب عن سؤالك له جهات متعددة. أولا يجب ان تطرح سؤالك على وزير الأوقاف لا علي, أما من حيث ما أرى فإن قضية إغلاق المساجد لعلها تكون لصالح المسجد لان المساجد التي هي آيلة للسقوط يجب ان تغلق للترميم والإصلاح ولا أريد من الناس ان يكونوا من الغفلة بما كان,حثى يظنوا ان كل مسجد أغلق للإصلاح انه أغلق من اجل منع الناس من الصلاة و هذا غلط محض و كذب صرف و مصمت و لا يجوز لمسلم ذو عقل أن يعتقد في وزارة الأوقاف هذا الاعتقاد الفاسد. ثم ليست العبرة بكثرة المساجد, سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى مسجدا واحدا و كان سقفه من السعف ... ومع ذلك بنى دولة و شريعة ستقام إلى يوم القيامة. فالمسألة ليست قضية إقامة المساجد و إنما هي تربية الأبناء و المواطنين على ان يكونوا مواطنين صالحين قادة في المستقبل و على أن يتحملوا المسؤولية و هذا هو الأصل عندنا,لان المسجد إذا لم يؤد دوره فليس بمسجد كامل؛ لأنه لم يبْن فقط لإقامة الصلوات, بل بني لهذا ولتربية الناشئة.
س-9- في هذه السنوات الأخيرة تعلمون أن وزارة الأوقاف طعمت الجانب الديني بمرشدات, هل ترون أن الفكرة محمودة؟
ج— أجيب على هذا السؤال كأي مواطن , المخطط الإصلاحي أو التثقيفي الذي ارتأته وزارة الأوقاف لا بأس به من حيث الشكل لكن يجب أن يدرس من حيث المضمون و أن يركز على معنى الإرشاد والمرشد , و ما هي الشروط و الضوابط التي يجب أن تتوفر في المرشد حتى يكون مرشدا دينيا واعدا, فهذا الأخير يجب أن يكون حاملا للقرآن متخلقا بأخلاق القرآن وأن يكون على معرفة كبيرة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويجب أن يعرف أصول الفقه ومذهبه المالكي, ويجب أن يعرف واقعه حتى إذا أرشد يكون إرشاده في محله لا أن يكون أضلًّ من ضب .
س-10- لا يمكن أن ننفي أن مكانتكم الدينية لها وزن كبير بل يعتبركم البعض من المنظرين في المشهد الديني نتيجة إسهامكم بالعديد من الكتب و كذا الندوات والمحاضرات التي تلقونها عبر العالم
من هنا نتسائل أين بصماتكم في هذا المشهد ؟
ج—الناس تقول ما تقول ولست مسؤولا عن ما يقول الناس أنا بريء مما يقولون، مسألة التنظير هي مسألة فكرية يجب على المنظر أن يهضم شريعة الإسلام و الشرائع الأخرى ليقوم بعملية الموازنة بين ما يحمله هو وما يحمله غيره لينظر , هذا هو المنظر في ذهني أنا، وأنا أريد أن يقتصر نظري على نشر القرآن و القراءات وأريد أن ألقى الله بهذا و إن قال الناس عني أكبر من هذا، فاللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون وانتهى الموضوع .
س-11- فكرة بناء معهد القراءات ؟
ج—قد أنشئ مركز وليس معهدا واسمه مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة يعنى بنشر الثرات المغربي القرائي و غيره أيضا ونركز فيه على الثرات الأندلسي المغربي على وجه الخصوص ليحيا , لأن المشارقة لا يكادون يعترفون الآن بعلم القراءات في المغرب فنريد أن نرد اعتبارنا ونقول إن المغرب له قدم السبق, وتعلمون أن الأسانيد إذا لم تمر بالإمام الشاطبي أو الإمام أبي عمرو الداني أي المدرسة المغربية لا تكاد تكون في مرتبة الكمال, هذه الأشياء يجب أن تعرفوها، لذلك أنشئ هذا المركز , وقد أنشئ تحت مظلة أمير المؤمنين حفظه الله وبارك الله في عمره , و تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء, و سيقام مركز آخر سنخبر به إن شاء الله إذا تم .
و سيكون بإذن الله تعالى بمدينة مراكش لأني أركز عملي على مدينة مراكش لا أريد أن أخرج من مراكش حتى إذا مت فادفنوني بمراكش جزاكم الله خيرا .فالمركز الأول للدراسات والبحوث و الثاني لتلقين القراءات و الأسانيد الموصولة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها إن شاء الله ستكون الجامعة القرائية (جامعة محمد السادس للقراءات). وستكون إن شاء الله من حسناته حفظه الله و بارك الله في عمره آمين.
س-12-: بعض التوصيات من الشيخ الدكتور عبد الرحيم نبولسي.
أوصي إخواني بكتاب الله فانه لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه أو كما يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه (فإنها ليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا و في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها) فالقران هو الحل و المخرج و الملاذ والعصمة وهو الذي به سنحيى في الدنيا حياة طيبة، وهو الشافع المشفع يوم القيامة.
نشكركم جزيل الشكر
الشكر لله، والسلام عليكم ورحمة الله.
أجرى الحوار عبد الرحيم عاشر
| |
|
